تلبية الاحتياجات
تهدف أجندة السعادة في جوهرها إلى تلبية احتياجات الناس، بهدف تعزيز السعادة على المديين القصير والطويل. ومن خلال أجندة السعادة سيتم اكتشاف هذه الاحتياجات، وخلق التغييرات التي تهيئ البيئة المناسبة لها، وتعزيز الوعي بحيث يمكن للآخرين دعمها بشكل استباقي، والابتكار في الوقت نفسه من أجل تحقيق السعادة من خلال تلبية احتياجات الأفراد الشعورية والأساسية والمعرفية والذاتية العميقة.
"سوف نعتمد منهجية عالمية شاملة فريدة من نوعها لتحقيق السعادة من خلال إرضاء احتياجات الأفراد الأساسية والعليا"
ووفقا للتسلسل الهرمي للاحتياجات (Maslow, 1954) يجب إرضاء الاحتياجات الأساسية قبل إرضاء الاحتياجات العليا. وهناك أيضاً مقاربة تقوم على إرضاء الاحتياجات الأساسية أولاً ومن ثمّ الاحتياجات العليا. غير أن المزج بين المقاربتين هو الخيار الأفضل.
فتوفير الاحتياجات الأساسية لها قيمة فورية وعملية وملموسة للمتعاملين، أما الاحتياجات العليا، التصميم الجيد لتجربة المُتعاملين، على سبيل المثال، يمكن أن يخفّف الضغط والجهد عليهم ويرفع كفاءة الخدمات ويسهلها في الغالب.
"يركز علم النفس الإيجابي على الأفعال ذات التأثير، وليس عديمة التأثير "
أما الاحتياجات العليا فتميل إلى خلق قيمة نفسية أكثر على المدى البعيد، كما يتضح من مجال علم النفس الإيجابي(سليغمان وCsikszentmihalyi، 2000)، حيث يتم التركيز على الرفاهية والمتعة ، (Tiger, 1992) وإن «الصيغة» المُعتمدة للرفاهية الذاتية، التي تستطلع نظرة الناس لجودة حياتهم، تشمل شعور الأفراد المستمر بالرضا عن حياتهم، أخذاً بالاعتبار الحالات العاطفية التي يمرون بها على مر الوقت.
أما الاحتياجات العليا فتميل إلى خلق قيمة نفسية أكثر على المدى البعيد، كما يتضح من مجال علم النفس الإيجابي(سليغمان وCsikszentmihalyi، 2000)، حيث يتم التركيز على الرفاهية والمتعة ، (Tiger, 1992) وإن «الصيغة» المُعتمدة للرفاهية الذاتية، التي تستطلع نظرة الناس لجودة حياتهم، تشمل شعور الأفراد المستمر بالرضا عن حياتهم، أخذاً بالاعتبار الحالات العاطفية التي يمرون بها على مر الوقت.
احتياجات السعادة
مع ذلك، هذه المعادلة لا تشير إلى الاحتياجات الأساسية، ولا الاحتياجات الذاتية العميقة، التي تتمحور أكثر حول معان وأهداف أعلى.
وانطلاقاً من ذلك، بدلاً من الاكتفاء بتلبية الاحتياجات الأساسية، فإن تلبية جميع الاحتياجات المذكورة أعلاه بالتوازي يؤدي إلى توفير تجارب أفضل للأفراد، لذلك تهدف أجندة السعادة إلى زياد السعادة من خلال تلبية كافة الاحتياجات وتوفير تجارب إيجابية أكثر كمالاً وشمولية.
الاحتياجات الأساسية
يتمثل الواجب الأبرز للمدن في إرضاء احتياجات الناس الخدماتية الأساسية، فالسعادة والرفاهية تنطلقان من هنا.
لدى قاطنو المدن الكثير من الاحتياجات الأساسية فيما يتعلق بالخدمات، مثل: خدمات المياه والكهرباء، وسهولة الحصول على الغذاء ووسائل النقل الموثوقة، والرعاية الصحية والاتصال بشبكة الإنترنت.
وبالتالي، يحتاج الناس، بالدرجة الأولى، إلى العلم بالخدمات المتوافرة وكيفية الوصول لها والحصول عليها، وفي مرحلة أكثر تقدماً، يحتاج الناس إلى خدمات ذات كفاءة عالية ومريحة وسهلة الاستخدام، فالناس يتوقعون تحصيل قيمة أكبر من الخدمات المؤتمتة والشفافة التي تستجيب لمتطلباتهم الخاصة، وتحقق لهم مزيداً من وفرة الوقت والمال.
انطلاقاً من ذلك، فإن تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد تشكّل الأساس الذي يرتكز عليه الناس في زيادة مشاعرهم الإيجابية وراحتهم الشعورية المستدامة،
و لذا تسعى أجندة السعادة إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للناس عن طريق تأمين خدمات سهلة وفعَالة ومريحة وسلسة.
الاحتياجات الشعورية
يحتاج الناس إلى فرص تمكنهم من عيش لحظات سعيدة، لذا نحن نركّز على توفير هذه اللحظات.
يمكن قياس سلوك الأفراد من خلال النظر إلى ردود أفعالهم تجاه التأثيرات العاطفية أو الشعورية، وبالقيام بتحليل نتائج هذا التأثير، يمكن الوصول إلى منهج لتحديد السلوك، (2003)، حيث تشكّل العاطفة إحدى مكوّنات الرفاهية الذاتية، التي تمكّن الأفراد من اختبار المشاعر الايجابية.
ولتلبية الاحتياجات الشعورية للأفراد، تسعى أجندة السعادة لتوفير الفرص التي تؤدي إلى المشاعر الإيجابية مثل: المتعة، والفرح، ومكونات السعادة الأخرى.
الاحتياجات العميقة
رغبة الناس في إيجاد معنى لحياتهم وتحديد هدف يسعون إليه تشكّل القوة الدافعة وراء سعادتهم المستدامة.
إلى جانب الاحتياجات الوظيفية، لدى الناس أيضاً احتياجات مرتبطة بمعنى الحياة ومغزاها الأعمق...(Csikszentmihalyi & Rochberg-Halton, 1981) ، فالأفراد الذين اكتشفوا معنى حياتهم والغرض منها يميلون أكثر إلى عيش حالة من “الارتياح”، تتميز بالتركيز الشديد على تحقيق احتياج مُحدد، مع استبعاد جميع الاحتياجات الأخرى. (Csikszentmihalyi 1990). ويمكن أن تكون هذه الاحتياجات مرتبطة بتحقيق الذات الحقيقية المعروفة أيضاً بالاحتياجات الذاتية العميقة (Vitterso, 2003)- (Huta, 2014)
سوف تعمل أجندة السعادة على دعم وتشجيع الناس في الانخراط في أنشطة ذات مغزى تعزّز إلى أقصى الحدود إحساسهم بالمعنى والمتعة.
الاحتياجات المعرفية
الناس الراضون عن جودة حياتهم يميلون أكثر إلى التحلي بروح الإيجابية.
الرفاهية الذاتية (Subjective Well-Being) تساوي مجموع الاحتياجات الشعورية والمعرفية (OECD 2013). والإدراك عملية ترتبط بالتقييم والتفسير والفهم. وفيما يتعلق بالرفاهية، قد يكون ذلك مرتبطا على سبيل المثال بتقييم الفرد لمدى “رضاه عن حياته (Diener, Emmons, Larson, & Griffin, 1985).
إن مساعدة الناس على تقييم المجالات المختلفة المؤثرة في حياتهم من منظور متفائل، على سبيل المثال، العمل والصحة والأسرة والإسكان والدخل، يمكن أن يؤدي إلى تحسين التصوّر العام للرفاهية. لذلك فإن أجندة السعادة تسعى إلى مساعدة الناس على تحقيق شعور عالٍ من الرفاه والارتياح عن حياتهم، ما يؤدي إلى تعزيز سعادتهم على المديين الطويل والقصير.